يعد نقش حران اللجاة، الذي عثر عليه في جبل العرب (جبل الدروز) في سوريا في القرن التاسع عشر، واحدا من أهم النقوش العربية قبل الإسلام. بل لعله أهم هذه النقوش كما يقول الدكتور جواد على: "وهذا النص هو من أهم النصوص المتقدمة، وأكثرها قيمة بالنسبة لمؤرخ اللغة العربية، لأنه نص دون بلهجة القرآن الكريم، باستثناء أثر سهل للنبطية برز عليه... فأنت أمام نص عربي واضح، تفهمه من دون صعوبة ولا مشقة. على حين نجد النصوص الأخرى وقد كتبت بنبطية متأثرة بالعربية الشمالية بعض التأثر. ولهذا فإني أفرق بين هذا النص وبين النصوص السابقة له، وأعده أول نص وصل الينا حتى هذا اليوم كتب بلهجة عربية القرآن الكريم"(1).
ونقش حران هذا ثنائي اللغة، كتب بالعربية واليونانية. أما النص العربي فيقول: "أنا شرحيل بن ظلمو بنيت ذا المرطول سنة 463 بعد مفسد خيبر بعام".
[صورة النص العربي في نقش حران]
أما النص اليوناني فيقول: "شرحيل بن تلمو، الفيلارخ، بني هذا المشهد ليوحنا المقدس سنة 463، ولتبق ذكرى الكاتب". وحسب المختصين، فإن الرقم 463 في النص هو سنوات توقيت الولاية العربية البيزنطية Provincia Arabia حتى حينه. وبإضافة السنوات منذ سقوط بصرى بيد الرومان، وهي 105 سنوات، يصير لدينا الرقم 568، وهو رقم توقيت النقش الميلادي. أما الفيلارخ فمنصب بيزنطي يعنى (العامل) أو شيخ القبيلة، وفيه يكون شيخ قبيلة ما عاملا لبيزنطة على منطقته. أما (المرطول) فهو تعريب تحريفي للكلمة اليونانية التي تعني (مشهدا)، من الشهادة، وهو مبنى ديني لشهداء الكنيسة المقدسينmartyrium .
وكما نرى فالنقش العربي ليس ترجمة حرفية للنص اليوناني. فالنص العربي يتحدث بلسان المتكلم، في حين أن النص اليوناني يتحدث بصيغة الغائب. كما أن النص العربي لا يذكر يوحنا. فوق هذا، فهو يضيف توقيتا محليا آخر غير التوقيت الرسمي البيزنطي (بعد مفسد خيبر بعام). كذلك فإن النص العربي لا يحوي جملة عن كاتب النقش، كما هو الحال مع النص اليوناني. ويبدو للمرء وكأن صاحبنا شرحيل لم يكن يقرأ اليونانية، لذا تمكن النقاش من دحش جملة عن نفسه في النص، بينما لم يتمكن من كتب النقش العربي من الحديث عن نفسه، سواء كان هو نفسه من نقش النقش اليوناني أم غيره.
وقراءة النص التي بين أيدينا عمل عليها أكثر من شخص واحد. لكن الجملة الأخيرة في النص، والتي بدت للباحثين في حينه لغزا قاتلا، فقد حلت على يد ليتمان، في بدايات القرن العشرين، وقدم لنا الصيغة المقنعة (بعد مفسد خيبر بعام) مسكتا بذلك الجدل حول هذه الجملة نهائيا تقريبا. وهذه القراءة مقبولة الآن تماما ومتفق عليها إجمالا، وليس هناك أي جدالات جدية بشأنها.
والحال، أننا نريد هنا أن نفتح الجدال من جديد بشأن حول هذه الجملة على وجه الخصوص، التي هي في الحقيقة أهم جملة في النص كله. فقراءتها، بالصورة التي قدمها ليتمان، تحمل مترتبات سياسية وجغرافية كبيرة جدا. فهي تعرض لنا مشهدا إقليميا لا محليا، يربط بين الشام وأعماق الحجاز. إذ فهم أن جملة (مفسد خيبر) تشير إلى غزوة قام بها الغساسنة لواحة خيبر. وقد صار هذا الفهم أمرا شائها ومسلما به. وخذ هذا المقتبس من الدكتور جواد علي:
"وأقدم إشارة كتابية ورد فيها اسم خيبر [هي] نص حران اللجاة، ويرجع تأريخه إلى سنة مئة وستين من الأندقطية الأولى، وتقابل سنة 568 للميلاد، وقد ورد فيه: "بعد مفسد خيبر بعم". أي بعد خراب خيبر بعام. وهو يشير إلى غزو لهذا الموضع أنزل به خسائر كبيرة، ولأهميته وفداحته في نفوس أهله أرخوا بوقوعه. ويعود النص المذكور المدون باليونانية والعربية إلى شرحيل بن ظلمو "شراحيل بن ظالم"، وقد دونه لمناسبة بنائه "مرطولا"، فأرخ بتاريخ خيبر المذكور. وهو يشير إلى غزوة قام بها أحد أمراء غسان على خيبر"(2).
وهكذا فقد فتحت قراءة ليتمان الباب لجعل فيلارخية ما في جبل العرب تهتم بحدث ما في حرة خيبر البعيدة وتوقت به. وهو أمر غريب ومثير للشك حقا. إذ كيف لحدث محلي في خيبر، التي تبعد مئات الأميال، أناسا في جبل العرب حد أن يجعلوه بداية لتوقيت ما عندهم؟!
خيبر أم جبير؟
منطلقين من هذا الشك، نريد أن نذهب إلى الكلمة الثانية في الجملة لنقترح أنه يجب قراءتها على أنها (جُبير) لا (خيبر). أي أنها اسم رجل لا اسم مكان أو بلدة. ولا يستطيع احد أن يجادل في أن هذه القراءة ممكنة من حيث الشكل على الأقل. فهي لا تزيد عن أن تعيد تنقيط ما قرأه ليتمان لا غير، واضعة النقطة تحت الحرف الأول لا فوقه، قالبة موقع الحرفين التاليين.
وإذا كان الأمر يتعلق بجبير لا بخيبر فإن كلمة (مفسد) في النص توضع تحت ضوء مختلف. فهي في هذه الحال لن تعني غزوة بأي حال من الأحوال. وأقصى ما يمكن أن تعطيه هو معنى الانشقاق والتمرد. أي أن معنى الجملة يصير هكذا: (بعد تمرد جبير بعام). وهذه صيغة معقولة وممكنة. فشرحيل يؤرخ بناءه للمرطول بحدث محلي يهم أهل حران اللجاة والمنطقة التي حولها. إذ يبدو أن تمرد جبير قد حدث ضد الفيلارخ شرحيل ذاته، او ضد السلطة البيزنطية في إحدى مناطق جبل العرب عموما. ومن الواضح أنه كان تمردا مهما، ولولا ذلك لما جرى ذكره في النقش.
بناء على هذه القراءة، تصبح السيناريوهات حول غزو غساني لخيبر في أعاق الجزيرة العربية مجرد سيناريوهات خيالية انبثقت من عقول باحثين غربيين انطلاقا من علاقتهم الوطيدة بالكتاب المقدس. فاستنادا إلى هذه العلاقة فإنه يكون سهلا على أذهانهم، وأكثر جاذبية لها، أن يقرأوا (خيبر) بدل (جبير). فجبير لن يكون قصة. أما خيبر فقصة كبيرة. فهناك التجمع اليهودي الذي يستدعي التوراة بكل ذكرياتها وقصصها وأبطالها.
وعلى كل حال، فإن جذر (فسد) العربي ذاته لا يتيح بسهولة الحديث عن غزو، وعلى الأخص في السياق الأقدم لمعانيه. فمعناه الأصلي هو عكس الصلاح: "المَفْسَدةُ ضِدُّ المَصْلَحَةِ"(3). وجاء في القرآن عن الأرض والسماء: "لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلاَّ اللهُ لَفَسَدَتا"(4)، أي لاضطرب أمرهما ولم يصلح.
بالطبع، يمكن لكلمة مفسد أن تعني الخراب، سواء كان خرابا ناتج عن سبب طبيعي كالزلازل، أو عن سبب من صنع البشر. لكن قراءة ليتمان (مفسد خيبر) لا تقول لنا لم يكون على أهل اللجاة أن يهتموا، إلى هذا الحد، بخراب في خراب في حرة خيبر، أيا كانت أسبابه، حد التوقيت به؟
مفسد أم مقسد؟
هذا ما يخص جبير وخيبر.
غير أن هناك احتمالا معقولا لأن تكون قراءة كلمة (مفسد) ذاتها محل شك أيضا. فالحرف الثاني فيها قد يقرأ بسهولة على أنه حرف قاف لا حرف فاء. أي أننا مع: (مقسد) لا (مفسد). وكلمة (مقسد) يمكن لها أن تدعم أننا مع جبير لا مع خيبر. لكن هذا يقتضي أن نتوقف كي نحاور هذه الكلمة الغريبة.
في ما يخص جذر (قسد) العربي فهو جذر شبه مهمل. فليس فيه سوى كلمة واحدة منقطعة وغامضة: (قِسْود). والجذور شبة المهملة في العربية عادة ما تكون علامة على القدم. فمع الزمن تسقط اشتقاقات جذر ما ويذوي. وقد وردت كلمة (قسود) في شطر بيت شعري: (ضخمُ الذِّفارى قاسياً قِسْوَدّا). وقد افترض أحد اللغويين أن القسود هنا تعني: الغليظ الرقبة القوي. ثم صار هذا رأيا تكرره القواميس العربية. هذا التفسير ليس خبرا، بل مجرد تفسير استنتج من الشطر الشعري. فانطلاقا من أن الرجل يوصف في الشطر بأنه (ضخم الذفارى)، فقد رؤي أن القسود هو الغليظ الرقبة القوي. فالذفرى هي أصل الأذن أو أنها عظم في أعلى عنق الإنسان. وما دمنا مع أشياء لها علاقة بالرقبة، فقد افترض هذا اللغوي أن كلمة قسود لا بد أن تعني شيئا يخص الرقبة أيضا. وهكذا وصلنا إلى أن القسود تعني: ضخم الرقبة. فالرجل إذن ضخم الذفارى وضخم الرقبة. غير أن وجود كلمة (قاسيا) قبل كلمة (قسود) يجعل من مثل هذا التفسير أمرا صعب القبول. بالتالي، فالأقرب للمنطق أن الأمر يتعلق بصفة معنوية لا جسدية، أي أنه قاس ومتمرد، أو متجبر مثلا. لكن هذه مجرد إشارة ضئيلة وبعيدة، لن تساعدنا كثيرا في تفسير الكلمة الغامضة في النقش (مقسد).
لذا ربما كان علينا أن نذهب إلى العربية الجنوبية كي نفهم هذه الكلمة. وبالمناسبة فإن الغساسنة- إن كان النقش غسانيا كما يفترض- من أصل عربي جنوبي عند النسابة العرب. ولجذر قسد في العربية الجنوبية معنيان رئيسيان:
المعنى الأول: يشير إلى رتبة عسكرية: (يكون المحاربون طبقة خاصة بهم، وهم أناس احترفوا الخدمة العسكرية وعاشوا عليها، وقد أشير إليهم في الكتابات وعرفوا ب ... (قسد) (ق س د)". يضيف الدكتورعلي في مكان آخر: "وقد يقوم الملك نفسه بقيادة الجيوش واجراء العمليات الحربية، وقد يترك ذلك إلى قوّاده، يقومون بها ويديرونها بحسب علمهم وخبرتهم بالحروب. والقائد هو "قسد" أي "قاسد" في لغتهم". ويزيد في مكان ثالث: "ويظهر من دراسة بعض النصوص... أن "القسود"، كونوا طبقة كبيرة خاصة في دولة سبأ، كانت منزلتها دون منزلة الأشراف وأصحاب الإقطاع وفوق رقيق الارض"(5).
إذن فالقاسد، أو القسد، لقب عسكري محدد، يعني ضابطا أو آمرا، أو شيئا من هذا القبيل.
وانطلاقا من ذلك يكون معنى كلمة (مقسد): تعيينه قاسدا، أي آمرا. بالتالي يجب قراة جملة ليتمان هكذا: (بعد تعيين جبير قاسدا بعام). وهذه جملة معقولة ومقبولة.
المعنى الثاني: التمرد والثورة: (و"قسْدت" و "قسد" بمعنى ثورة وثار. فالثورة هي "قسدت" في العربية الجنوبية" (6). وانطلاقا من هذا المعنى تكون جملة نقش حران اللجاة: (بعد ثورة جبير، أو تمرد جبير، بعام).
وهكذا، فنحن في الحالين مع رجل يسمى جبيرا، وهو إما رجل ذو رتبة عسكرية رفيعة، أو رجل تمرد على الفيلارخية، أو على الحكم البيزنطي في منطقة الفيلارخية، وكان لتمرده شأن كبير في هذه المنطقة.
نحن أميل إلى المعنى الثاني أي إلى: (بعد تمرد جبير عام)، لكن في كل حال لا يمكن استبعاد الاحتمال الأول. وهو احتمال يقضي بأن يكون جبير شخصية أهم بكثير من شخصية الفيلارخ شرحيل نفسه حتى يجري التوقيت بتعيينه في منصبه. بذا فمن المفترض أن تكون كلمة (قسد، قاسد) هنا عديلا عربيا لمنصب عسكري بيزنطي كبير.
توقيت نقش حران
إذا صح هذا، فهو يعني أنه كانت هناك في العربية كلمة (قسد) أو (قاسد) بمعنى (متمرد) أو (قائد)، وقت كتابة نقش حران. ويبدو أنها كانت كلمة من المشترك بين العربية الشمالية والجنوبية، أو أنها من الكلمات التي استعارتها العربية القرآنية من العربية الجنوبية. وفي حال كونها استعارة، فإن الأغلب أنها كانت مصطلحا عسكريا يعني (قائدا) ما. ذلك أن استعارة المصطلحات أشيع من استعارة غيرها. غير أن القواميس العربية لم تدون هذه الكلمة، فلم تصل إلينا. وهذا قد يحدث أحيانا. فلم تصل إلينا بالتأكيد كل المفردات التي كانت مستخدمة في الجاهلية قبيل الإسلام. لكن هذا هو الاحتمال الأضعف في رأينا في ما يخص هذه الكلمة. فلا يستساغ أن يفشل اللغويون العرب، وبسهولة، في العثور على هذه الكلمة المهمة وتسجيلها. وهذا ما يدفع إلى طرح احتمال ثان، وهو أن الكلمة كانت موجودة فعلا ثم سقطت من الاستعمال، ولم يسجلها اللغويون. ليس هذا فقط، بل إن جذرها ذاته ذوى، وأوشك على الموت. إذ رأينا أنه ليس تحت هذا الجذر العربي سوى كلمة (قسود) فقط. وذويّ الجذر هو الأهم. فلا تسقط الجذور (تهمل) في وقت قصير. فلا بد أن يمر زمن لا بأس به حتى يذوي جذر ويهمل.
وإذا صح هذا الاحتمال، فإن له تداعيات على توقيت نقش حران. فإذا كانت كلمة (قسد، قاسد) قد سقطت من الاستعمال في العربية، بل ومات جذرها تقريبا، فهذا يقود إلى أن نقش حران لا يصح أن يكون قريب العهد إلى هذا الحد من البعثة النبوية الإسلام. فالفارق بينه تاريخ كتابة النقش وبين مولد الرسول سنتان اثنتان لا غير. ومن الصعب أن يكون التعبير (قسد، قاسد)، بأحد معنييه الممكنين، قد اختفى من الاستعمال خلال هذه الفترة القصيرة. ينبغي أن تكون هذه الكلمة قد سقطت من الاستعمال قبل مولد الرسول بوقت لا بأس به حتى تضيع ولا تصلنا. وهذا ما يدفع إلى طرح احتمال أن نقش حران اللجاة أبعد في الزمن مما يظن.
بالطبع نحن في هذا النقش، كما لاحظ الدكتور جواد علي، مع نص قريب جدا من لغة الشعر الجاهلي ولغة القرآن، بحيث لا يمكنه أن يكون بعيدا بعدا ساحقا عن بدايات الإسلام. لكن، ومن ناحية ثانية، فإن فيه إشارات تخبرنا أنه يصعب أن يكون نصا يبعد فقط 40 سنة عن البعثة النبوية. هذه الإشارات هي التي أشار إليها الدكتور جواد علي حين تحدث عن: (الأثر السهل للنبطية التي برز عليه). وهذا الأثر يتمثل باستعمال (بر) النبطية، بدل (بن) العربية، وإضافة الواو النبطية إلى ظالم (ظلمو). وهو بالفعل أثر سهل، أي ضئيل، لكن بالمعنى التاريخي. غير أنه مع ذلك أثر يصعّب من قبول أن يكون النقش قد ترافق مع مولد الرسول تقريبا. ففي لحظات مولد الرسول كان ينبغي للعربية أن تكون قد تخلصت مما تبقى من أثقال النبطية. وعلى الأقل كان ينبغي أن لا نجد فيها (بر) بدل (بن) في نصوصها. لكننا نجد (بر) في نقش حران. بناء عليه، يحق للمرء أن يتشكك في التوقيت المعطى للنقش. ولعل بإمكانه ان يقترح حتى أن مائة سنة، او اكثر قليلا، تفصل بين نشأة الإسلام وبين كتابة هذا النقش.
والحق أن هناك من شكك بالفعل في توقيت النقش:
"تجدر الاشارة هنا الى أن تواريخ هذه النقوش تتوقف عموما على كيفية وحيثيات قراءة العلماء لمحتوياتها. لذا فان التواريخ المذكورة أعلاه ليست دقيقة بالضرورة. علما ان نقوش [نقشي] أسيس وحران فقط كانت قد تضمنت تأريخاً محددا في النصوص. وكان ذلك على شاكلة كلمتين منفصلتين لرموز متصلة بعد كلمة "سنت" في كليهما. وقد قرر المختصون قراءة هذه الرموز على انها الرقمين 423 و 463، غير ان ذلك أمر قابل للمساءلة والنقاش. أولا، قرر المختصون اعتبار الكلمة الاولى في كلا النقشين [على أنهما يمثلان] الرقم النبطي 400 رغم الاختلاف الظاهر بين شكليهما. ففي نقش حران يمكن قراءة الكلمة الاولى [على أنها] الرقم النبطي 200" (7).
[صورة الكلمة التي تمثل الرقم 400 في نقشي أسيس وحران، وهي داخل الدائرة- عن أبو الحب]
ولو أخذنا بتشكك (أبو الحب) ووافقنا على أن الكلمة تمثل الرقم 200 لا الرقم 400، فإنه يجب إعادة زمن النقش 200 عام إلى الوراء، أي إلى عام 368 م. وهو رقم يبدو معقولا نسبيا وكافيا لسقوط مصطلح وذويّ جذره من الاستعمال. بالطبع، نحن لا نجزم أن هذا هو توقيت النقش، لكننا نضعه هنا كي نؤكد على فكرة أن منطق نص النقش يدفع إلى التفكير من جديد في توقيت النقش.
بناء عليه، نكون قد فتحنا ملف نقش حران كله. فقد اكتشفنا يتحدث عن (جبير) لا عن (خيبر). كما اكتشفنا أنه يحمل لنا خبرا رتبة عسكرية ضاعت ولم نسمع بها من قبل. ثم، وفوق هذا كله، ربما يكون زمنه أبعد بكثير مما ظننا.
المصادر:
1- د. جواد علي، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، نسخة إلكترونية من الوراق: www.alwaraq.not
2- المصدر ذاته
3- الزبيدي، تاج العروس
4- القرآن الكريم، سورة الأنبياء: 22
5- د. جواد علي، مصدر سبق ذكره
6- المصدر ذاته
7- سعد الدين أبو الحَب، جذور الكتابة العربية الحديثة: من المسند الى الجزم
http://arabetics.com/public/html/more/History%20of%20the%20Arabic%20Script_article_Arabic.htm